خالد اللهيب: إبن تيمية وفقه الجريمة

خالد اللهيب: إبن تيمية وفقه الجريمة

المصدر

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=11766

بقلم: خالد اللهيب

مما كتب الأستاذ سامح عسكر على موقع أهل القرآن ، وبعد الكثير من التلخيص ‏والتصرف ‏،( إبن تيمية وفقه الجريمة).‏
لك أن تعلم أن إبن تيمية ذكر كلمات تكفيرية وتحريضية توازي اجتهادات شيوخ المسلمين ‏منذ ‏عصر الصحابة إلى عصرنا هذا ،كل ذلك جاء في كتاب واحد فقط وهو كتاب ‏‏”مجموع ‏الفتاوى ” ..وهو ما جعل تلك الآراء والأحكام متوافقة ومساندة لضمائر وطبائع ‏الإرهابيين ‏حول العالم.‏
فقد ذكر في هذا الكتاب كلمة “فإن تاب وإلا قتل” 75 مرة ، “فهو كافر” 111 مرة ، ” ‏يجب ‏قتله” 13 ، “وجب قتله” 9 ، “فإن أصر على ذلك قتل” مرة واحدة ، ‏‏”قتل باتفاق الفقهاء” ‏مرة واحدة ، “جاز قتله” مرتين ، “فهو مرتد” 5 مرات ، “فإن تابوا ‏وإلا قتلوا” 3 مرات ، ‏‏”كافر مباح الدم” مرتين ، “فهو زنديق” 4 مرات.‏

.

.
وهكذا أحكام ابن تيمية ما بين التكفير والقتل والردة والزندقة والاستتابة وإباحة الدماء، ‏كل ‏هذا في كتاب واحد فقط “مجموع الفتاوى ” ، وهو يعتبر مرجعاً للجماعات السلفية ‏و ‏الإخوانية بالعموم .‏
أستغرب موقف هذه الجماعات وتقبلها لفتاوى ابن تيمية الإجرامية ، رغم أن شيوخ ‏عصره ‏أكثرهم كانوا على تكفيره والحُكم عليه بالبدعة ، حتى ابن خلدون لم يذكره في المقدمة ‏، بعد ‏عرضه لفصل راح يعدد فيه كبار العلماء ، رغم أن ابن خلدون جاء بعد ابن تيمية ‏بعشرات ‏الأعوام. ‏

.
فمنذ عصر ابن تيمية في القرن السابع الهجري حتى زمن ابن عبدالوهاب في القرن ‏الثاني ‏عشر الهجري ، كان أغلب شيوخ المسلمين يحكمون على ابن تيمية بالكفر والبدعة ‏والشذوذ ، ‏ولولا إحياء الوهابية لتراثه لأصبح ابن تيمية وكتبه في حكم النسيان.‏
الدعوة السلفية الوهّابية هي التي اتخذت من المذهب الحنبلي مرجعية فقهية ، فد قاموا ‏بنسخ ‏وطباعة كتبه ونشرها في مواسم الحج ، وساعدهم في ذلك أموال البترول التي لولاها ‏ما ‏كانت للسلفية قدرة على الانتشار

.‏
إن ابن تيمية هو من وضع الأساس لفقه الجريمة في الإسلام ، ثم ناقش فروعه بتوسع ‏وأصّل ‏لهذه المسائل بفتاوى ومناظرات عقلية وشرعية ، حتى باتت دعواته محل قبول ‏لذوي ‏الرغبات والنزعات .‏
وهذا ضلال وانحراف ، لأن الأصل هو فقه التعايش والسلام ، لا الحرب والاعتداء ، فالله ‏لم ‏يأمر المسلمين بالاعتداء في القرآن ، ومشهورة مواقفه التكفيرية ودعوات القتل ‏الصُراح ‏لمعتنقي المذاهب الأخرى خاصةً الشيعة الإمامية والعلوية ، فقد أفتى الرجل بكل ‏غرابة ‏وعنجهية بجواز تكفير وقتال العلويين”النصيرية وقال فيهم :‏
‏– “هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم ..أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من ‏كثير ‏من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر ‏الكفار ‏المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم ” و قوله : “ولا ريب أن جهاد هؤلاء ‏وإقامة ‏الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات ” . ‏
ولكن الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه..”إسلام بلا مذاهب”..نفى هذه الأكاذيب ‏و ‏الافتراءات على العلويين ، وقال : ( إن تعميم صفة الكفر فيهم غير صحيح وسلوك غير ‏قويم ‏، لأن في كل طائفة عقلاء ومنحرفين.)‏
‏ هذه الفتاوي المنحرفة لابن تيمية تظهر بشكل واضح أنها وضّفت لهدف سياسي ، و ‏أنها ‏تظهرعندما يقع صراع سياسي على الحكم ، كمثل ما يحدث في سوريا اليوم ، ‏فالشحن ‏الجهادي يركز على”قتال النصيرية” على الرغم أن الحكومة السورية وجيشها الوطني ‏أغلبها ‏سنية ، ودار إفتائها سنية ، ولكن يُشحن شباب السنة تحت عناوين طائفية دينية ، ‏ويُصبح ‏المرء أسير تلك الفتاوي الإجرامية والمنحرفة لابن تيمية في حق البشر والمسلمين.‏
كما أفتى ابن تيمية بقتل كل من ينتسب الى الطائفة الدرزية حتى صُلحائهم إذ قال…” لا ‏يباح ‏أكل طعامهم وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم . فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم ؛ بل ‏يقتلون ‏أينما ثقفوا ؛ ويلعنون كما وصفوا ؛ ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ . ‏ويجب ‏قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا غيرهم ؛ ويحرم النوم معهم في بيوتهم” .. ‏مجموع ‏الفتاوى(9/ 222).‏
يدعي أتباعه أن الرجل كان يستدل بالكتاب والسنة في التكفير وإباحة الدماء ، وهذا خطأ ‏فادح ‏للأسباب التالية : ‏
أولأ: أن ابن تيمية نفسه يعترف بأن نشأة المذاهب كانت متأخرة عن دعوة الرسول ، ‏أي ‏الأصل في الإسلام أن الأمة واحدة ثم تفرقت بعد ذلك لعوامل الفكر والبيئة والسياسة ‏، ‏فصارت المذاهب والفرق أديانا وبالتالي لم تقل السنة النبوية بها . ‏
ثانياً : أنه لا يوجد في دين الله عز وجل ولا أي دين على وجه الأرض يقضي بإباحة ‏الدماء ‏و الفتل ، وأن مُحكم القرآن يقضي بأنه لا قتل إلا في أحوال الدفاع عن النفس وردع ‏الأعداء ‏في المعارك ، كما الدين الإسلامي يدعو الى السلم والتعايش مع الأخرين إعتمادا على ‏لكم ‏دينكم ولي دين ، و أن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، و حُسن المعاملة والأخلاق ‏وزرع ‏ثقافة الحوار.‏
جامعات الأزهر الشريف والزيتونة وكافة الجامعات العلمية ، مطالبة بكشف حقيقة ابن ‏تيمية ‏للناس ، لئلا ينخدع به البسطاء والسفهاء ، بعدما وصل الحال بنا إلى الهتاف والتأيد ‏لشيوخ ‏الجهل والفتنة ، وبعد أن وصل هذا التيار الإرهابي وتلامذة ابن تيمية للحُكم في بعض ‏البلدان.‏
أرجو نشر هذا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لديكم ، و لكم الشكر و الثواب . كما ‏أرجو ‏طلب صداقتي لمتابعة كل ما أنشر ، إن كان في الدين أم في الشعر ، ‏أعتذر عن ‏المحادثة ‏‏(الشات) من الجميع ، إذ إنني لا أستخدمها مع أحد .‏

.

Tinggalkan komentar